أكثر ما ساعدني في بناء مسيرة مهنية مستقرة في العمل الحر، كان التسويق الشخصي. فالمهارة ضرورية بلا شك، لكنها تحتاج إلى خطوات تسويقية لإبراز الخبرات والحصول على فرص باستمرار. جعلني التسويق أصل لعملاء أكثر في وقتٍ أسرع.
سأشاركك خمس طرق عملية أثبتت نجاحها معي، لتستطيع أنت أيضًا التسويق لنفسك بذكاء.
كل مشروع تنجزه فرصة للترويج لكفاءتك كمستقل، عبر تقديم دليل اجتماعي Social Proof يبني الثقة مع عملائك المحتملين. إليك ما أنصح به:
شارك إنجازات أخرى تدعم خبرتك وتطورك المهني على منصات التواصل، مثل الشهادات المتخصصة والدورات التي تحصل عليها، ومساهماتك في ورش تدريبية أو أحداث مهنية Events في مجالك، والتعاون مع جهة معروفة أو علامة تجارية كبيرة.
كثير من فرص العمل جاءتني من علاقات كوّنتها، سواء مع مستقلين خبراء أو أصحاب مشاريع. وتعلمت أن كل نقاش فرصة لبناء رأس مال اجتماعي يفتح أبوابًا مستقبلية.
أين تبني هذه العلاقات؟
السر ليس في الوجود فقط، بل الاندماج؛ قدّم نصائح صادقة للمستقلين والعملاء، شارك تجاربك وأفكارك، وأجب عن الأسئلة كمتخصص. ومع الوقت، ستُبنى سمعة مهنية عنك بأنك "الخبير المتعاون" وهذه أفضل دعاية لك.
منذ بداياتي، أتابع خبراء مجالي وأتعلم منهم. أوصي بحساباتهم للآخرين، وألاحظ كيف كل منشور ينتهي بدعوة للتعاون. ومع تطور مهاراتي وتجاربي، بدأت كذلك بصناعة محتوى مستند على الخبرة، وكان أفضل قرار اتخذته؛ إذ فتح لي فرصًا كثيرة، وأصبح بمثابة "دليل خبرة" لأي عميل.
إليك أنواع المحتوى الذي يمكنك نشره:
أما القنوات، فهي متعددة: مدونة شخصية، نشرة بريدية، بودكاست، أو حتى منشورات سريعة على السوشيال ميديا. بالنسبة لي، الدمج بين المدونة والنشرة البريدية كان الأمثل؛ لأن المحتوى سيظهر في نتائج بحث جوجل والذكاء الاصطناعي، ويصل مباشرة عبر البريد، مع مشاركة كل مقال على المنصات الاجتماعية لزيادة انتشاره.
ما يهم هو الاستمرارية، والتعامل مع كل قطعة محتوى كمساهمة في صورتك كخبير. حافظ كذلك على إضافة دعوة واضحة للعمل معك CTA. مثل: "إذا كنت تبحث عن مساعدة في هذا المجال، تواصل معي" أو "سأكون سعيدًا بمناقشة مشروعك القادم".
العلامة التجارية الشخصية Personal Brand هي الانطباع الكامل الذي يتشكل عنك في ذهن الآخرين، بما يشمل هويتك الرقمية وطريقة التواصل وحتى أنواع العملاء الذين تعمل معهم.
كنت أنشر في البداية أعمالي بطريقة عشوائية، وأستخدم صورًا وأسلوبًا مختلفًا في كل منصة. لم يكن هناك رابط يجمع بين حضوري الرقمي. وحين وحدتُ هويتي في جميع أماكن تواجدي الرقمي؛ أصبح أسهل أن يتذكرني الآخرين.
لكي تبني علامتك الشخصية بوعي:
من الخطوات التي تمنيت لو بدأت فيها مبكرًا، هي إنشاء موقعي الشخصي. لسنواتٍ اكتفيت بالمنصات المهنية وحسابات التواصل، ولاحقًا أدركت دور الموقع في بناء تواجدي الخاص وجمع كل شيء في مكانٍ واحد. لماذا أنصحك بإنشاء موقعك الآن؟
لكن كيف تنشئ موقع شخصي يبرز احترافيتك ويمكّن جمهورك من الوصول إليك عبر الذكاء الاصطناعي؟ هذا ما نناقشه في مقالنا: كيف تجعل الذكاء الاصطناعي يوصي بخدماتك للعملاء؟